شجاعة الوداد أجبرت بيب غوارديولا على التواضع
بعد أن سجل الجناح الدولي الإنجليزي لمانشستر سيتي فيل فودين أسرع هدف في كأس العالم للأندية 2025، كان الجميع يخشى أن يتعرض الوداد لنفس الإحراج الذي تعرض لها أوكلاند سيتي أمام بايرن ميونخ، لكن الفريق المغربي لم يجعل الأمر سهلاً على السيتي لاحقاً حتى بعد استقباله الهدف الثاني الذي جاء فقط من كرة ثابتة.
واستعاد الفريق المغربي توازنه سريعاً ونجح في صنع العديد من الفرص السانحة للتسجيل واستغل نقطة ضعف واضحة في دفاع السيتي عبر قلب الدفاع الشاب فيتور رييس.
الوداد أجبر السيتي على التواضع
بدأ مانشستر سيتي المباراة بطريقة هجومية شاملة 4-1-4-1 بوجود لاعب ارتكاز واحد فقط وهو الهولندي الجديد تيجاني رايندرز، وكان بيب غوارديولا يعلم أن الوداد سيواجهه بخماسي دفاعي كما يظهر في الصورة أدناه، فأراد أن يحسم المباراة مبكراً ومحاولة جعلها مباراة تحضيرية من خلال تجربة أكبر قدر من البدلاء.
لكن عملاق الكرة المغربية قدم أداءً جيداً، خاصة في الشوط الثاني وصنع الكثير من الفرص عبر الجانب الأيسر له على وجه الخصوص، لكن دون تسجيل، ومن المتوقع أن يكون هذا حافزًا لهم في المباريات القادمة.
بدلًا من الانهيار، قدّم الفريق المغربي أداءً تنافسياً للغاية، وكان من المؤسف جداً عدم تسجيله هدفاً واحداً على الأقل، وشن الهجمات في الشوط الثاني لدرجة أجبرت غوارديولا على تعديل طريقته.
مع احتفاظ الوداد ببعض الخطورة في الهجمات المرتدة، ضحّى السيتي بالمهاجم المصري عمر مرموش لصالح لاعب الوسط إيلكاي غوندوغان ورودري لاحقاً، مُغيرا التشكيلة إلى 4-3-3 ذات التوجه الدفاعي.
سيطر السيتي على الكرة كما كان متوقعاً، لكن الوداد نجح في صنع العديد من المشاكل لهم بالهجوم السريع والتمريرات العرضية لاستغلال دفاع السيتي العالي والمتقدم، رغم أنه كان من الغريب عدم الدفع بهدافه محمد الرايحي من البداية.
وبالفعل اخترق مهاجمو العملاق المغربي دفاع السيتي في عدة مناسبات خلال الشوط الأول، عبر استغلال ضعف فيتور رييس في الدفاع العالي وفي مساحات كبيرة، وقد جاءت أفضل فرصهم بعد خطأ من اللاعب نفسه، والذي أتاح فرصة تسجيل واضحة داخل منطقة الجزاء، لكن إيدرسون تصدى لها بقدميه.
دافع الوداد بتكتل منخفض، وأجاد بشكل عام حجب المساحات، وواصل لاعبوه هجماتهم المضادة للسيتي في الشوط الثاني، لكنهم بدوا منهكين عند وصولهم إلى منطقة الجزاء، في الأخير كان أداءً شجاعاً، وسيلفت انتباه يوفنتوس في المباراة القادمة.
نقاط عن أداء لاعبي مانشستر سيتي
ظهر جيرمي دوكو وفيل فودين وتيجاني رايندرز بشكل جيد. بالحديث عن دوكو فأسهم في الهدفين وساعد بركضه دائماً في المساحات خلف دفاعات الوداد، أما رايندرز فبدا لاعباً بارعاً، يتحكم بالكرة بسلاسة، ويرسل تمريرات رائعة.
بدا اللاعب الهولندي أقرب إلى لاعب غوارديولا “التقليدي” -لاعب خط وسط فني ومميز خلال الاستحواذ، وقادر على مساعدة الفريق على التقدم بسلاسة- وقد أظهر الوافد الجديد من ميلان أفضل ما لديه في تلك اللعبة التي قرر فيها انتزاع الكرة من إيدرسون من ركلة مرمى وانطلاقه بها في الملعب وأظهر لمحة عن قدراته مع الكرة.
في المقابل، فالوافد الجديد الآخر ريان شرقي، شارك لأول مرة في دور كيفن دي بروين القديم في خط الوسط الهجوم، وقد تناغم بشكل جيد مع عمر مرموش، في التنوع وتبادل المراكز، رغم أنه خسر الكثير من الكرات.
أما نجم المباراة الأول فكان فيل فودين صاحب هدف الافتتاح، وذلك شيء مهم بعد مستويات متواضعة له في الموسم المنقضي، سجل 7 أهداف في 28 مباراة بالدوري الإنجليزي الممتاز، هي ليست كارثة بأي حال من الأحوال، لكن هذه الأرقام، التي جاءت جميعها في فترة قبل عيد الميلاد، ليست جيدة بما يكفي للاعب بمثل إمكانيات فودين.