الليغا تحدد سقف إنفاق برشلونة وريال مدريد في الموسم الجديد
كشفت رابطة الدوري الإسباني عن مستوى الإنفاق المسموح به لأندية الليغا في الموسم الجديد، حيث سيكون برشلونة مجبرًا مرة أخرى على ترشيد سقف إنفاقه، مقابل حرية أكبر لريال مدريد.
عقب تفشي جائحة كوفيد 19 التي أثرت بشكل كبير على الأندية الأوروبية بشكل عام، وخاصة في إسبانيا من الناحية الاقتصادية، حتى وصل بعض منها إلى حافة الإفلاس، كان لا بد للاتحاد الإسباني لكرة القدم أن يتدخل ليفرض قيوداً صارمة على حجم الإنفاق العام لأندية الليغا من أجل إعادة السيطرة على مقدراتها المالية وللحفاظ على صورة بطولة الدوري الإسباني ومنعها من الانهيار.
الاتحاد الإسباني بالتنسيق مع رابطة الليغا فرض ما يسمى بحدود الإنفاق المسموح بها التي تعرف باختصار باسم (squad cost limit) وذلك من خلال مراقبة مالية تمنع الأندية من تجاوز حد معين من الإنفاق المالي في التعاقدات مع اللاعبين والمدربين والكوادر الفنية بشكل عام، كما تتضمن مراقبة حجم الإنفاق على الفريق الرديف وعلى منظومة الفئات العمرية وعمولات الوكلاء، وكذلك المكافآت وغيرها.
ومنذ خمسة مواسم لا يزال العمل بمنظومة (SAD) قائماً في الليغا حيث يصدر الاتحاد الإسباني بالتعاون مع رابطة الدوري جدولاً خاصاً يظهر مدى التقدم أو التراجع في الإيرادات والاستثمارات ويضع سقفاً أعلى للإنفاق خلال الموسم التالي.
برشلونة يرفع السقف بحوالي 40 مليوناً
النجاحات التي حققها نادي برشلونة في الموسم الماضي من خلال تتويجه بالثلاثية المحلية (الدوري والكأس وكأس السوبر) إضافة إلى بلوغه الدور نصف النهائي من مسابقة دوري أبطال أوروبا بنسختها الجديدة، سمحت له وحسب الإصدار الأخير لجدول (سقوف الإنفاق) برفع القيمة الإجمالية للإنفاق في الموسم المقبل بنحو 37 مليون يورو، ليصل المبلغ الإجمالي لميزانية الإنفاق العام على شراء اللاعبين والأجور في النادي الكتالوني إلى 463 مليون يورو.
وعانى برشلونة كثيراً في التأقلم مع تخفيض قدرته على الإنفاق خلال السنوات الأخيرة، وتجلت مشاكله أولاً في الاستغناء عن النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي وفي التخلص من عدد من اللاعبين مثل جوردي آلبا وسيرجيو بوسكيتس ولويس سواريز وغيرهم من أجل تخفيض كتلة الأجور الإجمالية في النادي، كما أنه عاد إلى سياسة الاعتماد على أبناء النادي وأكاديمية لاماسيا، وهي السياسة التي أثمرت في حقبة المدرب بيب غوارديولا لعدة سنوات، قبل أن تنجح مجدداً في الموسم المنصرم مع الألماني هانز فليك.
وشكّل غياب برشلونة عن كأس العالم للأندية التي تقام حالياً في الولايات المتحدة ضربة اقتصادية قوية للنادي الكتالوني الذي كان بإمكانه أن يضيف أكثر من 100 مليون يورو لخزينته في حال تتويجه باللقب أو الوصول إلى أدوار متقدمة، علماً أن الجولة الآسيوية التي سيجريها الفريق الشهر المقبل لن تدر على خزائنه أكثر من 15 مليون يورو.
ريال مدريد في الصدارة
على الرغم من أن برشلونة عانى من انخفاض حاد في سقوف الإنفاق العام المسموح بها خلال المواسم الماضية، إلا أنه يأتي في المركز الثاني على اللائحة خلف ريال مدريد الذي يمكنه أن يصل إلى سقف مرتفع من الإنفاق يبلغ نحو 764 مليون يورو حسب الجدول الذي تم الكشف عنه مؤخراً.
وكان النادي الملكي قد اتبع سياسة تقشف في سوق انتقالات اللاعبين بشكل واضح في السنوات الأخيرة من خلال التعاقد مع اللاعبين الشبان، وعدم الانخراط في الميركاتو الشتوي لسبعة مواسم متتالية، في حين أن النجاحات التي حققها على المستوى الأوروبي والعالمي أسهمت في محافظته على توازن ميزانه التجاري والاقتصادي.
وحسب الاتحاد الإسباني فإن أتلتيكو مدريد يحتل المركز الثالث في قائمة (سقوف الإنفاق) بمبلغ قدره 314 مليون يورو، بزيادة أربعة ملايين يورو فقط عن الموسم الفائت.
بالمقابل يبدو نادي إشبيلية في أزمة مالية حادة للغاية حيث انخفض سقف الإنفاق العام المسموح به حالياً بالنسبة له من 2.5 مليون يورو إلى 684 ألف يورو فقط، ما يعني أن الفريق سيكون بحاجة إلى خطة إسعافية طارئة جداً، كبيع ملكية النادي لكي يتمكن من الاستمرار في الدرجة الأولى، علماً أن الفريق الأندلسي (الذي تعاقد مع المدرب الأرجنتيني ماتياس ألميدا منذ بعضة أيام) نجا من الهبوط بأعجوبة في الموسم المنصرم بعدما حل في المركز السابع عشر بـ41 نقطة بفارق نقطة واحدة عن ليغانيس الذي هبط باحتلاله المركز 18.