اخبار الرياضة

يانيك فيريرا المرشح لتدريب الزمالك خليط بين مورينيو وبيلسا

جوزيه مورينيو ومارسيلو بيلسا يمثلان التناقض في كرة القدم، المدرب البرتغالي اشتهر بصرامته الدفاعية وانضباطه التكتيكي، أما المدرب الثوري الأرجنتيني، الذي وصفه بيب غوارديولا بأنه أفضل مدرب في العالم في فترة من الفترات، فتميز بالحرية والكثافة الهجومية، لكن المدرب البلجيكي الشاب يانيك فيريرا المرشح لتدريب الزمالك حاول الجمع بين أفضل سمات الإثنين.

يانيك فيريرا (44 عامًا) هو مدرب شغوف بكرة القدم، وُلد في عائلةٍ من لاعبي كرة القدم، وانغمس في عالمها منذ صغره، وهو أصغر مدربٍ في تاريخ الدوري البلجيكي مع شارلروا، بعمر 31 عامًا، يعتمد الآن على 14 عامًا من الخبرة كمدربٍ. ولقد غيّرت مسيرته شخصيته وشخصية المدرب الذي هو عليه اليوم. 

أحلام أخرى غير اللعب

يقول بانيك فيريرا: “كان حلمي أن ألعب في كأس العالم 1998، في الثامنة عشرة من عمري، شعرتُ أن ذلك ممكن ثم عندما لم ألعب في عامي كأس العالم 1998 أو 2002، قلتُ لنفسي: ربما عليّ أن أحاول تحقيق أحلام أخرى. فرغم اختياري للدرجة الأولى مع بيفرين، أدركتُ سريعًا أنني لن أحقق المسيرة التي حلمتُ بها، وأنني أجد نفسي أكثر ملاءمةً لمجالات أخرى”.

بدأ يانيك فيريرا دراسة التربية البدنية، وتحصل على جميع مؤهلات التدريب، وبدأ العمل مع الشباب. بدايةً في مكابي بروكسل ثم في أندرلخت من عام 2004 إلى عام 2010، وكان من بين لاعبيه روميلو لوكاكو وعدنان يانوزاي وتشارلي موسوندا جونيور، ثم أصبح محلل فيديو مع المدرب فرانكي دوري في خينت، حيث كان عمه مانو فيريرا يلعب في الدرجة الثانية، قبل أن يكتسب تجربته الأولى في المملكة العربية السعودية مع ميشيل برودوم وإميليو فيريرا.

بعد فوزه بلقب الدوري مع الشباب السعودي كمساعد مدرب، تنازل عن راتبه الباهظ، ليعود إلى بلجيكا ويخوض التحدي مع شارلروا، ليصبح أصغر مدرب في تاريخ دوري الدرجة الأولى بعمر 31 عامًا و10 أشهر و4 أيام، حيث جاء تعيينه من الرئيس عباس بيات، المعروف بتغيير المدربين، وكان فيريرا المدرب العشرين الذي عيّنه بيات خلال 12 عامًا.

أنقذ فيريرا النادي من الهبوط، لكنه استقال لاحقًا بسبب خلافات شخصية مع مهدي بيات ابن شقيق بيات، “الرجل القوي” الجديد في شارلروا. وعن تلك التجربة يقول “كان التعاقد مع شارلروا فخرًا كبيرًا، لكنه كان أيضًا مصدر قلق كبير. أتذكر أنني لم أنم في الليلة التي سبقت أول حصة تدريبية لي. وبينما شعرتُ سريعًا بالراحة، سرعان ما تعقدت الأمور بسبب هذا الصراع الداخلي بين الرئيس وابن شقيقه، ولأنني لم أكن متوافقًا مع بعض الأمور، غادرت”.

أعاد سينت ترويدن إلى دوري الدرجة الأولى البلجيكي، ما فتح له الباب للانضمام إلى ستاندرلييج، الذي فاز معه بكأس بلجيكا 2016، وقال: “في ذلك الوقت، كانت مسيرتي تسير على ما يرام. العودة إلى دوري الدرجة الأولى البلجيكي، والانضمام إلى نادٍ قادر على الفوز بلقب، ثم اكتشاف الساحة الأوروبية. ولكن قبل تسعة أيام من انطلاق البطولة الأوروبية، طُردت من التدريب. ما فعلوه بي هناك لم يكن صحيًّا على الإطلاق”.

وتابع: “بعد الفوز بالكأس كأصغر مدرب يدرب ستاندرلييج، ظننتُ أن ذلك كان بداية مسيرتي المهنية. ثم حدثت هذه الانتكاسة بإقالتي. عندها أدركتُ أن الإنجاز قد لا يجدي نفعًا دائمًا. كل هذه التجارب منحتني المزيد من النضج والحكمة. حُرمتُ من أكثر ما أحبه في العالم. كان الأمر صعبًا للغاية، نفسيًّا وشخصيًّا”.

 

الجمع بين أفكار مورينيو ومارسيلو بيلسا

كان جوزيه مورينيو، مصدر إلهام يانيك فيريرا الأول، نقطة التحول عندما فاز مورينيو بدوري أبطال أوروبا مع بورتو، ويقول عنه: “إنه يشبهني إلى حد ما، فهو حاصل على شهادة في التربية البدنية، ويتحدث لغات متعددة، ولم تكن مسيرته كلاعب رائعة. ومع ذلك، كان قد فاز للتو بدوري أبطال أوروبا”.

وتابع: “دون أن أفكر في نفسي، قلت لنفسي إن مسيرته مصدر إلهام، وأن كل شيء ممكن. منذ ذلك اليوم، بدأت أومن بأنني إذا عملت بجد، سأتمكن من تحقيق ذلك أيضًا”. 

على مر السنين، تبلور أسلوب يانيك فيريرا بفضل أسلوب مورينيو، وقال: “عندما كنا أبطالًا برصيد 79 نقطة في سينت ترويدن، كنا نفوز غالبًا بهدف واحد، بفضل دفاعنا القوي وأسلوب لعبنا العملي. لم أعد أرى كرة القدم بهذه الطريقة. أصبحتُ مهتمًّا جدًّا بأسلوب مارسيلو بيلسا، وأقول لنفسي إن علينا أيضًا مسؤولية تقديم شيء ما للناس. بالجرأة على لعب كرة القدم سنحصل على النقاط”.

البناء من الخلف وكره الكرات الطويلة

يقول يانيك: “عندما تلعب كرة طويلة، تكون فرصتك متساوية. لكن عندما تُقدم على بناء الهجمة، تكون لديك فرصة أفضل لإيصال الكرة إلى الثلث الأخير من الملعب. أومن بذلك أكثر. فلسفتي هي محاولة خلق أكبر قدر ممكن من الفرص لتسجيل أكبر عدد ممكن من الأهداف”.

بعيدًا عن كرة القدم، غيّر يانيك فيريرا أيضًا أسلوبه، ويقال: “أنا الآن أكثر هدوءًا من ذي قبل، لأن الأمور أصبحت أقل تأثيرًا عليّ. كثيرًا ما يخبرني أعضاء جهازي الفني الحالي أنني أصبحت أكثر هدوءًا. لم أعد نفس المدرب الذي كنته في سن الحادية والثلاثين. بعد ثلاثة عشر عامًا، أشعر أن كل هذه التجارب منحتني مزيدًا من النضج والحكمة”.

ليس مثل مورينيو.. عانى من الهشاشة الدفاعية 

أبرز عيوب الفرق التي يدربها يانيك فيريرا هي كثرة الأهداف والهشاشة الدفاعية عكس مورينيو ملهمه، فمع الرياض استقبل 16 هدفًا في 6 مباريات، وهو أعلى رقم في تلك الفترة، وكان أكثر فريق استقبل تسديدات (39) على مرماه.

مع أمونيا نيقوسيا استقبل 13 هدفًا في 14 مباراة وهو رقم كبير لفريق مصنف في قبرص.

يتضح الضعف الدفاعي خلال فترته مع الفتح التي امتدة لأكثر من عامين، حيث خاض معه 69 مباراة في الدوري السعودي واستقبل 114 هدفًا، وهو ثاني أعلى رقم من الأهداف المستقبلة في تلك الفترة، بعد أبها الذي استقبل 117 هدفًا في 70 مباراة.

لكنه مع الفتح في موسم 2020-21 كان ثالث أقوى خط هجوم بعد الشباب والهلال، لكنه كان أيضًا خامس أسوأ خط دفاع (استقبل 55 هدفًا)، منهم 10 أهداف من تسديدات من خارج منطقة الجزاء ثاني أكثر فريق في ذلك الموسم.

التحسن الدفاعي في آخر تجارب يانيك فيريرا

وكان نادي مولنبيك البلجيكي آخر محطات يانيك فيريرا التدريبية، والتي انتهت في أبريل/ نيسان الماضي، وقد تحسنت أهم سلبيات المدرب، وهي ضعف الدفاع وكثرة الأهداف والمسقبلة.

ففي 29 مباراة في دوري الدرجة الثانية البلجيكي الموسم الماضي، خرج بشباك نظيفة في 14 مباراة أكثر من أي فريق آخر، واستقبل 27 هدفًا، وهو أفضل سجل دفاعي للأندية التي خاضت 29 مباراة أو أكثر، واستقبل 88 تسديدة على مرماه (ثاني أقل فريق)، وهنا جسد بالفعل أفكار مورينيو.

ومثل بيلسا والتدفق الهجومي والكثافة، كان مولنبيك مع يانيك فيريرا أكثر فريق صنع فرص محققة (63)، في آخر تجاربه في الدوري البلجيكي الدرجة الثانية 2024-25، لكنه كان أقل فريق يحول الفرص المحققة لأهداف (33% فقط من الفرص المحققة تحولت لأهداف بسبب رعونة مهاجميه وأجنحته).

ومثلما كان يقول إنه يفضل البناء من الخلف، فكان فريقه أكثر فريق في دوري الدرجة الثانية البليجيكي إيصالاً للكرات داخل منطقة جزاء الخصوم بـ 1084 تمريرة، وكان أكثر فريق يقوم بتمريرات بينية من خلال البناء من الخلف.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى