اخبار الرياضة

بيب غوارديولا يخسر هيبته وتاريخه.. هل أنهى الهلال أسطورته؟

أنهى الإسباني بيب غوارديولا منافسات موسم 2024-2025، بصورة مخيبة للآمال بعد توديع كأس العالم للأندية أمام الهلال السعودي من الدور ثمن النهائي، بسقوط مفاجئ وبأربعة أهداف مقابل ثلاثة بعد التمديد.

خسارة تضاف إلى سلسلة من النتائج المتواضعة التي لاحقت المدرب الإسباني في موسمه الأخير، مما أفقده هيبته وبات إرثه العظيم مع مانشستر سيتي تحت التهديد، الأمر الذي يرسم المزيد من علامات الاستفهام حول مستقبله المنتظر.

موقع winwin يرصد في هذا التقرير أبرز خفايا الانهيار الكبير الذي لاحق غوارديولا في موسمه الأخير، وفرص النهوض من جديد مع النادي السماوي في الموسم المقبل.

بيب غوارديولا “الصفري”

فقد مانشستر سيتي بقيادة بيب غوارديولا هيبته هذا الموسم، وخسر لقب الدوري الإنجليزي الذي سيطر عليه طوال 4 أعوام ماضية، حينما أنهى منافسات “البريميرليغ” في المركز الثالث، برصيد 71 نقطة، مبتعدًا بفارق 13 نقطة خلف ليفربول الصاعد إلى منصات التتويج.

خسارة اللقب لم تكن الكارثة الوحيدة التي لاحقت المدرب الإسباني في الدوري الإنجليزي هذا الموسم، بل امتدت لتلقي 9 هزائم في البطولة، مع استقبال 44 هدفًا في 38 مواجهة، وهو أمر لم يعتده العملاق الأزرق منذ وصول غوارديولا لقيادة الجهاز الفني عام 2016.

إلى جانب ذلك، أظهر مانشستر سيتي ضعفًا كبيرًا في مسابقة دوري أبطال أوروبا، لينهي مرحلة المجموعة محتلًا المركز الثاني والعشرين برصيد 11 نقطة، قبل أن يصطدم في الملحق المؤهل إلى دور الستة عشر، بالعملاق ريال مدريد، ويودع المنافسات بصورة مبكرة بعد أن استسلم بشكلٍ كامل أمام تألق فينيسيوس جونيور ورفاقه.

كما أكمل مانشستر سيتي سلسلة خيبات الأمل، بتوديع كأس الرابطة الإنجليزية المحترفة من الدور الرابع، ثم خسر نهائي كأس الاتحاد الإنجليزي بهدف دون رد أمام كريستال بالاس، في ليلة أهدر خلالها المصري عمر مرموش ركلة جزاء، وسط صدمة كبيرة لاحقت غوارديولا وطاقمه الفني.

لعنة الميركاتو

ظهرت معاناة بيب غوارديولا بصورة واضحة في فترات الانتقالات الأخيرة، حيث عارض بشدة قرار مجلس الإدارة بالتعاقد مع لاعبين جدد في الصيف الماضي، مكتفيًا بالحصول على خدمات البرازيلي سافينيو، واستعادة المخضرم إلكاي غوندوغان من برشلونة.

وسرعان ما ظهرت الثغرات في تشكيلة مانشستر سيتي، خاصة بعد تعرض رودري لإصابة طويلة، في الوقت الذي بدا فيه المدرب الإسباني عاجزًا عن إنقاذ ما يمكن إنقاذه، ليتحول النادي السماوي من عملاق مرعب، إلى فريق تستمتع الأندية المتواضعة بتحقيق الانتصارات عليه.

لم يتردد غوارديولا في التحرك لتعزيز صفوفه في الشتاء، فحصل على خدمات خمسة لاعبين هم عمر مرموش، فيتور ريس، كلاوديو إتشيفيزي، نيكو غونزاليس، وعبد القادر خوسانوف، لكن نتائج الفريق لم تتحسن، ليكتفي بضمان اللعب في مسابقة دوري أبطال أوروبا الموسم المقبل، رغم إنفاقه ما يزيد عن 203 مليون يورو في الشتاء.

وفي هذا الصيف، حرص غوارديولا على تغيير فلسفته في التعاقدات، معتمدًا على ثورة كبرى في صفوف لاعبيه، بعد تأكد رحيل كيفين دي بروين، واقتراب آخرين من المغادرة يتقدمهم غوندوغان، فحصل على خدمات تيجاني ريندرز، ريان شرقي، ماركوس بتينلي، ريان آيت نوري، بقيمة إجمالية تزيد عن 133 مليون يورو، دون أن يظهر ذلك نقلة نوعية في الأداء خلال كأس العالم للأندية.

انفصال غوارديولا

يعتقد العديد من الخبراء، أن بيب غوارديولا لم يعد عرابًا في كرة القدم، وفيلسوف التدريب في مبارياتها، منذ انفصاله عن زوجته كريستينا سيرا، بعد علاقة جمعت الطرفين لأكثر من 30 عامًا، مما يستوجب خروج المدرب الإسباني من المشهد كما فعل صديقه يورغن كلوب قبل عام من الآن.

بدا بيب غوارديولا منذ حادثة الانفصال، غريبًا في تصرفاته، سريعًا في انفعالاته، حيث شوهد وقد جرح نفسه في واحدة من مباريات مانشستر سيتي هذا الموسم، كما اعتاد الانفعال على حكام المباريات، كما فعل في لقاء مانشستر سيتي والهلال السعودي بكأس العالم للأندية.

الأمر لم يقف عند هذا الحد، حيث بدأت التحذيرات والمخاوف تلاحق مستقبل المدرب الإسباني، حيث تحدث البعض عن خطر حقيقي يتعلق بالجنون أو المرض، قد يلاحق غوارديولا، بفعل ضغوطات كرة القدم والحياة الخاصة التي تلاحقه دون رحمة.

موسم هو الأهم

لن يؤثر الخروج المبكر من كأس العالم للأندية، على مستقبل بيب غوارديولا بصحبة مانشستر سيتي، لكنها تشكل جرس إنذار قد ينتهي بالإطاحة برأس المدرب الإسباني في وقت لاحق، رغم امتلاكه عقدًا مع النادي السماوي يمتد حتى عام 2027.

وبعد هذه الصفقات الكبرى، لم يعد بمقدور غوارديولا تقديم الأعذار الجديدة، لفشل آخر منتظر مع مانشستر سيتي، حينها سيكون الحل الوحيد متمثلًا في استقالته أو حتى إقالته، عبر موسم سيصبح هو الأهم في مشواره التدريبي على الإطلاق.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى