لماذا أعاد لوبيتيغي الهيدوس من الاعتزال؟
كان قرارا جريئا ذاك الذي اتخذه الإسباني جولين لوبيتيغي مدرب المنتخب القطري، بإعادة النجم المخضرم حسن الهيدوس من الاعتزال، بعدما كان الأخير قد علق الحذاء دوليا، واكتفى باللعب مع ناديه السد.
ويبدو واضحا أن مدرب ريال مدريد والمنتخب الإسباني السابق، أراد الاستفادة من خبرة الهيدوس العريضة، والأهم من ذلك ثقافة الانتصار التي يملكها اللاعب، الذي قاد منتخب بلاده للظفر بلقبين قاريين متتالين في نسختي كاس آسيا الأخيرتين 2019 و 2023، خصوصا في ظل ما يقبل عليه المنتخب القطري من تحد صعب جدا في التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى نهائيات كأس العالم 2026.
ويخوض “العنابي” الملحق المونديالي بعدما فشل في التأهل المباشر عن المرحلة السابقة الثالثة، مكتفيا بحجز المركز الرابع المؤدي إلى جانب خمسة منتخبات من أصحاب المركزين الثالث والرابع في المجموعات الثلاث إلى الملحق.
وتنذر مرحلة الملحق بمنافسات تبدو أشبه بتكسير العظام، بحضور خمسة من أصل ستة منتخبات تتنافس في كأس الخليج، وهي قطر، السعودية، الإمارات، عُمان والعراق، إلى جانب إندونيسيا.
وبعد الإعلان الرسمي عن استضافة قطر والسعودية لمجموعتي الملحق اللتين تقامان بنظام التجمع خلال الفترة ما بين 8 و 14 أكتوبر المقبل، فإن الفرصة تبدو مواتية للمنتخب القطري، من أجل الحضور الثاني في كأس العالم والأول عبر التصفيات بعدما بلغ مونديال قطر 2022 بصفته المضيف، لكن المهمة تحتاج إلى وجود لاعبين يجيدون التعامل مع نوعية التنافس الشرس في الملحق، إلى جانب نوعية أخرى من اللاعبين أصحاب الخبرة والقادرين على قيادة المجموعة بالشكل الأمثل، وهذا ما هو مطلوب من نجم في قيمة حسن الهيدوس على وجه الخصوص.
وسترسم القرعة التي تم تحديدها يوم 17 الشهر المقبل، المسار التنافسي للمنتخبات الستة، ووفقا لاختيار السعودية وقطر كمستضيفين، فإن المنتخبان سيترأسان المجموعتين اللتين سيتم توزيع المنتخبات الستة عليها، على أن يتم استكمال سحب القرعة وفق التصنيف الجديد.
ووفقا للحسابات عقب النتائج الأخيرة للمنتخبات الآسيوية، فإن المنتخب العراقي (المركز 59 عالميا) والمنتخب الإماراتي (المركز 66) سيكونان في المستوى الثاني، بينما يضم المستوى الثالث المنتخبين العماني والإندونيسي، وبالتالي ثمة احتمال بأن تكون مجموعة العنابي خليجية بحتة بوجود المنتخبين العراقي والعماني أو الإماراتي والعماني، مع احتمال وجود المنتخب الإندونيسي أيضا.
حسن الهيدوس.. خبرة كبيرة بأرقام استثنائية
واختار الهيدوس تعليق حذائه دوليا عقب أفضل إنجاز جماعي، بعدما قاد المنتخب القطري للتتويج بلقب كاس آسيا 2023 محتفظا باللقب السابق عام 2019 والذي كان “أيقونة الزعيم” أحد قادته أيضا.
ويعتبر نجم نادي السد من أبرز اللاعبين في تاريخ المنتخب القطري، بعدما خاض 184 مباراة دولية، سجل خلالها 42 هدفا في مختلف البطولات، إلى جانب اللقبين القاريين، فقد أسهم أيضا بالظفر بلقب كأس الخليج عام 2014 في السعودية.
ومع ناديه، خاض “المايسترو الأنيق” 395 مباراة سجل خلالها 102 هدف وأسهم في 67، وحقق لقب الدوري أربع مرات، وكأس الأمير ست مرات، إضافة إلى بطولة لقب دوري أبطال آسيا عام 2011، هذه الخبرات والإنجازات التي حققها اللاعب، جعلت منه مطلبا أساسيا للمدرب لوبيتيغي من أجل مساعدة المجموعة على تحقيق الهدف المنشود بتأمين التأهل إلى مونديال 2026.