الهلال لديه الفرصة لتحقيق المفاجأة أمام السيتي بهذه الشروط

أصبح الهلال السعودي الفريق الوحيد خارج أوروبا والأمريكيتين الذي تأهل إلى مرحلة خروج المغلوب من كأس العالم للأندية 2025، بفوزه (2-0) على باتشوكا المكسيكي، منهيا مشواره في المجموعة الثامنة دون أي هزيمة، ليواجه مانشستر سيتي في ثمن النهائي.

ففي أرض موسيقى الريف وجوني كاش ومع استبدال الكوفيات بقبعات رعاة البقر، وامتزاج رائحة العطور العربية برائحة اللحوم المدخنة، في “جيوديس بارك” في ناشفيل، عاش العملاق السعودي ليلة لا تُنسى حين حقق الفوز على باتشوكا ورافق ريال مدريد إلى دور الـ16.

الآن لا صوت عقب هذا التأهل يعلو على صوت موقعة الزعيم المقبلة أمام مانشستر سيتي يوم الثلاثاء المقبل، في ملعب “كامبينغ وورلد” في أورلاندو، فلوريدا، وهي مواجهة مكررة بين بيب غوارديولا مدرب السيتي وسيموني إنزاغي مدرب الهلال اللذين التقيا في نهائي دوري الأبطال بين السيتي والإنتر.

ما هي فرص الهلال لتخطي مانشستر سيتي؟

إننا نتحدث عن أكبر تحد من الممكن توقعه بالنسبة للعملاق السعودي، لكن يجب القول إن تعادل الهلال (1-1) مع ريال ريال مدريد في مباراته الافتتاحية بالمجموعة الثامنة على ملعب “هارد روك”، يمنحك فكرة عن قدرة الفريق السعودي على إيقاف كبار العالم.

قد يفقتر عملاق الرياض إلى قوة النجوم التي سعى إليها بشدة في فترة الانتقالات القصيرة التي سبقت هذه البطولة، لكنه فريق مستقر وذو خبرة بقيادة مدرب عالمي المستوى هو إنزاغي، الذي أحدث تأثيرًا فوريًا خاصة على المستوى الدفاعي.

سيكون أمامه مهمة شاقة أمام السيتي، بخط هجومه الشرس، الأفضل في البطولة، وبالتالي سيكون على الهلال أن يلعب مباراة دفاعية “يجيدها” إنزاغي بحكم خلفيته كمدرب إيطالي متمرس، قادر على عرقلة الخصوم هجوميًا كما فعل مع الإنتر مرارا، خاصة أمام فرق تمتلك تشكيلات هجومية كبيرة، وهنا ميزة أخرى للهلال.

لكن هناك أكثر من عنصر سيعول عليه إنزاغي، أهمهم حالة سالم الدوسري نجمه الأول في هذه البطولة ومدى جاهزيته للمباراة، والأمر نفسه بالنسبة مدى جاهزية اللاعبين الأساسيين؛ فقد لعب معظمهم دقائق طويلة في دور المجموعات مع فرص ضئيلة للراحة أو التبديل، في المقابل فالسيتي يمتلك تشكيلة واسعة لديها انتعاشة بدنية.

العامل البدني هو الحاسم لأن الهلال غالبًا ما سيلعب خلف الكرة وسيكون عليه التركيز دائمًا على الركض وتغطية المساحات، وسيكون اللعب كوحدة واحدة وتضييق المساحات دون الحاجة للمزيد من الركض مفتاح آخر مهم.

في الأخير يصل الهلال إلى دور الـ16 وهو مُؤمن بسجله الخالي من الهزائم، ويملك إنزاغي مكافأة شخصية تتمثل في مواجهة محتملة في ربع النهائي مع إنتر ميلان فريقه السابق، لكن الطريق إلى هناك يبدو محفوفًا بالمخاطر.

ويضم الزعيم أيضًا وجوهًا مألوفة في صفوفه لعبت في الدوري الإنجليزي الممتاز وتعرف السيتي جيدًا مثل مدافع مانشستر سيتي السابق جواو كانسيلو، بالإضافة إلى كاليدو كوليبالي ورينان لودي وروبن نيفيس.

حسم الفرص المتاحة

تحدث إنزاغي عن الحاجة إلى “كفاءة أكبر داخل منطقة الجزاء” بعد أن سدد ست تسديدات فقط على المرمى وسجل هدفًا واحدًا -من ركلة جزاء- من أصل 31 محاولة في أول مباراتين، تحسن الأمر في مباراة باتشوكا، لكن المهاجم ماركوس ليوناردو يجب أن يعي أنه لا مجال لإهدار الفرص أمام السيتي كما فعل في إهداره 3 فرص محققة أمام ريال مدريد وسالزبورغ وباتشوكا قبل أن يسجل هدفًا واحدًا أمام الأخير.

هنا يجب أن نشير إلى أن الأهداف المتوقعة للهلال كانت 5.3 هدف، لكنه لم يسجل إلا 3 أهداف فقط، وبالتالي هنالك نقص في الأهداف التي كان من المفترض تسجيلها، وهذه النقطة تعود لإهدار الفرص التي تحدث عنها إنزاغي.

إن نظرنا في المقابل، فالسيتي سجل 13 هدفًا أكثر من أي فريق آخر في دور المجموعات، لكن الأهداف المتوقعة له كانت 9.9 هد، فأي أنه سجل فوق المتوقع نظرًا لأنه يمتلك تشكيلة مدججة بالمهاجمين.

يبدو أن إعادة هيكلة تشكيلة غوارديولا قد منحت فريقه دفعة معنوية جديدة، حيث أسهمت التعاقدات الجديدة والمدربين المساعدين الجدد في رفع وتيرة الفريق وحيويته، ناهيك عن معدل أعمار الفريق، فالسيتي هو صاحب ثاني أصغر متوسط أعمار للتشكيلات الأساسية في البطولة (24.3 عامًا) خلف ريد بول سالزبورغ فقط (22.7 عامًا).